Menu

كيف تصنع قاتلاً في سبع خطوات

بقلم: طارق أحمد مصطفى

1
استغل أى حادثة قتل تحدث فى أى مكان ثم فى غمرة فيضان مشاعر الأسى والألم والغضب توجه إلى الشخص المطلوب وأصرخ فيه بكل حرقة . . يا قاتل . . يا قاتل . . يا قاتل ، ستضمن بذلك أن تلتفت الأنظار نحوه ويكون موضع تساؤل

2
إذا قام الشخص للدفاع عن نفسه . . فأقبل عليه بمنتهى التحدى والإصرار وأكد اتهامك له . . فهناك احتمالاً كبيراً لأن يتردد وتهتز ثقته وهو يرى إصرارك وتحديك فيتلعثم ويرتبك ويثير الشبهات من حوله . . أو أن يرتكب حماقة ما تفقد المحايدين تعاطفهم معه

3
سيبدأ أهل القتيل فى التساؤل بينهم وبين أنفسهم . . بالتأكيد هذا الشخص لا يتكلم بهذه الثقة من فراغ . . وستبدأ نفوسهم المكلومة الغاضبة تنفعل بما تقول . . وسيصير هذا الشخص لا شعورياً هدفاً لنقمتهم وسخطهم ، فاستغل هذه الفرصة وتكلم عن فداحة خسارتهم فى القتيل وعن الانتقام العادل من القاتل

4
إذا قام البعض ليقولوا لك لماذا تصرخ عليه، إنه لم يفعل شيئاً، فاصرخ فيهم بشكل أكثر حدة . . العار عليكم كيف تدافعون عن قاتل . . إنكم بالتأكيد أعوانه وشركاءه فى الجريمة ، واستمر فى إثارة الشبهات من حولهم

5
ستفاجأ أنت أن بعض خصوم وغرماء هذا الشخص وهؤلاء المدافعين عنه سينضمون إليك، وسيعددون مواقفه ومواقفهم التى تشى بأنه ليس مستبعداً عليه وعليهم أن يفعلوا ذلك ، فحاول أن تستغل هذه الفرصة جيداً والعب على هذا الوتر وتكلم عن الغموض الذى يحيط بهم، وأثر الريبة حول تصرفاتهم

6
مع استمرارك فى الضغط والتحدى سينتفض هذا الشخص والمدافعين عنه للانتصار لأنفسهم والدفاع عن كرامتهم ، وبالتأكيد سيرتكبون حماقة ما، فحاول ان تستغل غضبتهم وتكلم عن حق القتيل ودم القتيل، فإنهم فى الغالب سيقولون شيئاً فيه استهانة بهذا الحق وهذا الدم

7
عندما يقبل أهل القتيل لصب غضبهم على من استهان بقتيلهم، غير لهجتك الحادة، فلم تعد فى حاجة إليها، وحاول أن تتدخل للتهدئة، واجعل من نفسك حكماً بين الطرفين، وتكلم عن القانون الذى لا ينصف مظلوماً ورغم ذلك يجب أن يأخذ مجراه، والتحقيق المثير للريبة الذى لم يكتمل والبينة والأدلة التائهة المنقوصة التى لا تفصح عن شىء، وما عليك بعد ذلك سوى أن تترك الأمر للأيام فكل يوم سيمر دون ظهور الحقيقة سيثبت الجريمة على هذا الشخص الذى ادعيت عليه، وستقوم آليات الشائعات بعملها لنسج الأساطير من حوله، وتكون بذلك قد وصمته للأبد بتهمة القتل، أو ربما يفور دم واحد من أهل القتيل فيقتله فتكون بذلك قد صنعت قاتلاً آخر، وربما تحول الشخص المتهم المظلوم نفسه لقاتل حقيقى عندما يرى أن شرفه وكرامته قد أهدرا ولم يعد عابئ بنظرة المجتمع له وساعتها لن يستعظم القتل وسيبدأ بك أنت

Categories:   أعمدة الرأى, كلمة و مقال

Comments