Menu

التنمر يهدم المجتمع

بقلم : نرمين نبيل
إستشاري الصحة النفسية

التنمر هي الصفة السائدة فى الوقت الحالي بين الناس ، و يعرف التنمر بأنه شكل من أشكال العنف والإساءة والايذاء الذي يكون موجهاً من شخص أو مجموعة من الأشخاص الي شخص آخر أو مجموعه اخري ، وهذه العادة لا تفرق بين صغير أو كيير حيث يتنمر القصير علي الطويل مثلا ببعض الألفاظ التي تسيء للشخصين حيث أنهما لم يقدرا أن هذا من فعل الله وان الله له حكمه في ذلك الفرق، فالله خلقنا مختلفين فى الشكل والخلق والذكاء حيث حدد الله لكل انسان رزقه في هذه الدنيا ولن يأخذ أي انسان شيئاً إلا ما كتبه الله له.

كما يتنمر الأطفال علي شكل بعضهم البعض ، حيث أن هذا ذو بشرة بيضاء و آخر بشرته سمراء ولكن كلاً منهما له ميزة و جاذبية تختلف عن الآخر حيث ان الله خلق الانسان بخمسه أصابع ولكن كل إصبع تختلف بصمته عن الاصبع الآخر والله له حكمة في ذلك.

وعرف “دان الويس” النرويجي المؤسس للأبحاث حول التنمر فى المدارس ، التنمر بأنه : أفعال سلبية متعمده من قبل تلميذ أو أكثر وهي تتم عن طريق إلحاق الاذي بتلميذ آخر بصوره متكررة طوال الوقت ويمكن أن تتنوع تلك الأفعال السلبية مثل التهديد والتوبيخ والشتائم ويمكن ايضا ان تكون بالاحتكاك الجسدي مثل الضرب والدفع والركل كما يمكن ان تكون دون الكلمات او الايذاء الجسدي مثل: التكشير في معالم الوجه او الإشارات غير اللائقه بقصد أو تعمد عزله عن المجموعة او رفض الاستجابة لرغبته.
و لقد انتشر التنمر فى المدارس منذ فترات بعيدة ، وكانت له عواقب وخيمة فهناك دراسه لـ كوبي (coy) في عام 2001 بعنوان التنمر في المدارس وتبين ان هناك حوالى 160.000 طالب يهربون يومياً لتعرضهم للتنمر من قبل زملائهم او مدرسيهم، وقد أعتبرت هذه الظاهرة من الظواهر ذات العواقب المدمرة لما تسببه لهم من أضرار نفسيه فهي تؤدي ببعض الحالات الى الانتحار والاكتئاب.

كما أوضحت دراسة Erling عام 2002 بعنوان (اعراض كئيبه وافكار انتحارية) والتى أجريت علي 2088 طالبًا نرويجيًا أن الطلاب الذين يمارسون التنمر أو يتعرضون اليه حازوا علي أعلي درجه من درجات الميول للافكار الانتحارية.

وهنا يصبح السؤال هو كيف يمكننا علاج التنمر ؟
العامل الرئيسى والأهم هو تقويه الوازع الديني للأفراد وتقويه العقيده لديهم منذ الصغر وزرع الاخلاق الانسانيه في قلوب الاطفال كالتسامح والمساواه والاحترام والمحبه والتواضع والتعاون ومساعده الضعيف وغيره…. والحرص علي تربيه الابناء في ظروف صحيحه بعيدًا عن العنف والاستبداد وتعزيز عوامل الثقه بالنفس والكبرياء وقوه الشخصيه لدي الاطفال الى جانب توفير الالعاب التي من هدفها تحسين القدرات العقليه لدي الاطفال والبعد عن العنف ومتابعة
السلوكيات المختلفه للابناء في سن مبكرة والوقوف عند السلوكيات الخاطئه ومعالجتها.

في النهاية ..

ننصح كل أم وأب بضرورة مراقبة سلوكيات أطفالهم وتصحيحها بالسلوكيات الجيده وعلي الحكومات ومنظمات حقوق الانسان ومؤسسات حمايه الاسره والاطفال إطلاق حملات توعية لكافه الأعمار حول سلوك التنمر وأشكاله وطرق التعامل معه والوقاية منه وعلاجه فهذه الظاهره قادره ان تهدم أى مجتمع إذا انتشرت بشكل مبالغ فيه.

Categories:   أعمدة الرأى

Comments