Menu

إقامة الحجة في البيان القرآني

بقلم : ا.د /احمد فتحي الحياني

البيان العربي قائم على إيضاح المعنى وإبانته ، وعلى الفهم والإفهام ، والإمتاع والإقناع ، واحترام كرامة المخاطبين وإنسانيتهم ، فهو يربط الدال بمدلوله ويحافظ عليه ، لأنه بيان قائم على الدلالة المقصودة بأنواعها المتباينة الكامنة في تشكيلات صوره البيانية الأدبية بطرق من النظم ، وبخاصة في القرآن الذي فجّر كل طاقات اللغة في بيانه المعجز البيان ، فلا ينفك الدال عن مدلوله في البيان العربي أبدا فيسقطنا في فوضى وعبثية فلايبقى معها للمعنى من أثر في فهم الحياة والإنسان والوجود .
والبيان القرآني هو أعلى منازل البيان ومراتبه بما فيه من خصائص متفرِّدة يُظهرُ مقاصدَه بها بأبلغ الألفاظ وأفصحها معنىً مع شدة التأثير في القلوب والنفوس، وذلك لقدرته الفائقة والخارقة على الحِجاج وإقناع مخاطبيه بحججه وبراهينه المتباينة وسلطانه بطرائق مختلفة يُنزِلُ بها المخاطبين في كل زمان ومكان حسب طبقاتهم ومنازلهم بمقتضيات أحوالهم سواء أكانوا حكماء ، أم كانوا من العامة ، أم من المشاغبين الملحدين ، ثم يترك لهم الحرية بعد ذلك في الاستجابة والاقتناع وقبول الدعوة ، أو الإعراض والتولِّي بعد إقامة الحجة عليهم .
وصور الحِجاج مع المعارضين في القرآن كثيرة ، والآية الكريمة الآتية جامعة شاملة تُبيِّنُ أساليب الحِجاج ومضامينها وأهدافها ومقاصدها :
” اُدْعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ باْلحِكْمَةِ وَاْلمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهمْ بالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبيلِهِ وَهُوَ َأعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ” . النحل/١٢٥.

Categories:   الإعجاز فى القرأن و السنة

Comments