Menu

قراءة في اوراق الاجتماع الإقليمي الإفريقي الرابع عشر أبيدجان – ديسمبر 2019

بقلم: مصطفى رستم
مدير عام إدارة العلاقات الدولية بالاتحاد العام لنقابات عمال مصر

في الفترة من 3 إلى 6 ديسمبر الجاري عُقد الاجتماع الإقليمي الرابع عشر لمنظمة العمل الدولية لمنطقة أفريقيا في أبيدجان عاصمة كوديفوار، تحت شعار ” المضي قُدماً بالعدالة الاجتماعية و رسم معالم المستقبل العمل في إفريقيا ” .
ومنظمة العمل الدولية تقيم أربعة اجتماعات إقليمية بواقع اجتماع لكل إقليم، يُعقد كل اجتماع من هذه الاجتماعات كل أربع سنوات. وتتميز هذه الاجتماعات الإقليمية بدورها في تسليط الضوء والتركيز على المسائل والموضوعات ذات الأولوية لكل إقليم على حدة. وما يصدر عن هذه الاجتماعات من استنتاجات وإعلانات يرفع إلى مجلس إدارة مكتب العمل الدولي لاعتمادها وإعطاء الضوء الأخضر للتنفيذ.
وقد تميزت أعمال اجتماع أبيدجان الأخير بعدد كبير من الموضوعات تنبثق من النتائج التي حققتها أعمال مؤتمر العمل الدولي في احتفاله بمئوية المنظمة (1919-2019) وخاصة اعتماد المؤتمر ل”إعلان مئوية منظمة العمل الدولية من أجل مستقبل العمل ( إعلان المئوية) The 2019 Centenary Declaration for the Future of Work.
فقد كان الاجتماع الإقليمي الإفريقي مدعواً في دورته الرابعة عشرة لبلورة واعتماد برنامج عمل لائق إفريقي للفترة 2020-2030 مسترشداً بما قد تحقق من تقدم في تحقيق العمل اللائق للجميع على القارة الإفريقية على مدى أربع سنوات خلال الفترة 2016-2019 أي الفترة التي يغطيها ” إعلان أديس أبابا” المعنون [ تحول إفريقيا بفضل العمل اللائق من أجل تنمية مستدامة] الذي تم اعتماده في الاجتماع الإقليمي الثالث عشر لمنظمة العمل الدولية في العاصمة الأثيوبية في العام 2015
كان من المفترض أن يضم الاجتماع 54 دولة، ولكن تغيبت خمس دولة عن الحضور هذا الاجتماع، وقد مثل الدورة المشاركة نحو 351 مندوباً من المجموعات الثلاث بين حكوميين وأصحاب عمل وعمال، إضافة إلى 137 مستشارا. كما حضر الاجتماع 50 وزيراً أو نائب وزير. كما حضرت الجمهورية الفرنسية، ولأول مرة، بصفة مراقب بعد أن كانت تحضر في الاجتماعات السابقة بصفة عضو كامل العضوية. وكذلك شاركت بصفة مراقب عدة منظمات حكومية وغير حكومية دولية. وكان من الملاحظ غياب دولة فلسطين التي شاركت في اجتماعات إقليمية سابقة. كما تغيبت منظمة العمل العربية عن الحضور، وهذه من المرات القليلة التي تتغيب عن حضور هذا المحفل الإفريقي الهام. بينما حضرالمركز العربي لإدارة العمل والتشغيل في تونس.
شاركت في هذا الاجتماع الدول العربية الواقعة في شمال إفريقيا (مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، وشرقها (السودان والصومال وجيبوتي) وغربها (موريتانيا). ومع ذلك لم يكن التمثيل الثلاثي متكاملا لبعض الوفود العربية، مثل ليبيا، السودان، الصومال، الجزائر،و مصر فقد كان هذا هو الحال بالنسبة لنحو 24 دولة عضواً من أصل 49 دولة مشاركة في الاجتماع حيث كان تمثيلها غير مكتمل ٍ دستوريّا .

المناقشات و جلسات الحوار
على غرار دورات مؤتمر العمل الدولي لقد أتيحت للوفود أخذ الكلمة – طبقاً للمادة 10 فقرة 7 من قواعد الاجتماعات الإقليمية – في الجلسات العامة للاجتماع الإقليمي الإفريقي تعقيباً على تقرير المدير العام الذي أنقسم إلى مقدمة وثلاثة فصول شددت بوجه خاص على بلورة ” برنامج عمل لائق إفريقي (2020-2030) من خلال تحقيق الإمكانات من أجل مستقبل عمل بالتزامن مع تطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية ، وبيان دور ” إعلان مئوية منظمة العمل الدولية ” بتنشيط الحوارات بشأن مستقبل العمل في إفريقيا ، وتسليط الضوء كذلك على طريق المستقبل بتعزيز النمو الاقتصادي المطرد والمستدام والشامل للجميع ، والعمالة الكاملة والمنتجة وتوفير العمل اللائق للجميع ، وتقوية مؤسسات العمل ، وتعزيز قدرات الناس .
ويستعرض تقرير المدير العام ما تم إنجازه في تحقيق العمل اللائق للجميع على مستوى القارة الإفريقية خلال الفترة التي يشملها ” إعلان أديس أبابا “عام 2015 من منظور الاتجاهات الاقتصادية والديموغرافية، وسوق العمل، والحماية الاجتماعية، ومعايير العمل الدولية، والحوار الاجتماعي.
وقد شهد الاجتماع الإقليمي الإفريقي تنظيم عمل موائد مستديرة بمشاركة كافة الوفود بالتطرق للموضوعات الأساسية المطروحة للمناقشة وتبادل وجهات النظر حول ” مستقبل العمل الذي نريده لإفريقيا”. كما تم تنظيم عدد من الجلسات الموضوعية حول المساواة بين الرجل والمرأة في سياق تنفيذ أجندة العمل اللائق ، وحول جعل العمل اللائق حقيقة للشباب الإفريقي، وكذلك حول الكفاءة والتقنية والإنتاجية كمفاتيح لتحسين مستقبل العمل في إفريقيا، وجلسة أخرى حول تحويل الاقتصاد الحضري الرسمي في إفريقيا من أجل إرساء العمل اللائق. كما جرت مناقشة عامة حول النهوض بتطبيق ” الإعلان الثلاثي بشأن المنشآت متعددة الجنسيات والسياسة الاجتماعية ” في إفريقيا.
  إعلان أبيدجان
في نهاية المؤتمر صدر إعلان المؤتمر بعنوان: “المضي قدماً بالعدالة الاجتماعية: رسم مستقبل معالم مستقبل العمل في إفريقيا” ، وبعنوان فرعي : تحقيق كامل الإمكانات من أجل مستقبل عمل يترافق مع العدالة الاجتماعية .
ينقسم الإعلان إلى ديباجة من 9 فقرات، وجزئين رئيسيين، الأول حول تحديد الأولويات في سياق “بلورة معالم برنامج إفريقي للعمل اللائق”، أما الجزء الثاني فيتناول خطة تنفيذ هذه الأولويات تحت عنوان ” حان وقت العمل.”
وبالنسبة للأولويات، فقد وردت عناصر في تقرير المدير العام المشار إليه تحت النقاط التالية:
جعل العمل اللائق حقيقة واقعة لشباب إفريقيا وتنمية المهارات والسبل التكنولوجية والإنتاجية ، وكذلك تحويل الاقتصاد غير المنظم والاقتصاد الريفي في إفريقيا، في مسعى لتحقيق العمل اللائق واحترام معايير العمل الدولية، وتعزيز الحوار الاجتماعي ، وضمان المساواة بين الجنسين ؛ تعزيز قدرات جميع الأشخاص كي يستفيدوا من الفرص المتاحة في عالم عمل متغيّر؛ تقوية فعالية مؤسسات العمل من أجل ضمان الحماية المناسبة لجميع العمال؛ النهوض بالنمو الاقتصادي المطرد والشامل والمستدام، وبالعمالة الكاملة والمنتجة والمختارة بحُريّة والعمل اللائق للجميع؛ تعزيز أوجه التعاون بين منظمة العمل الدولية والمؤسسات الإفريقية، لما تؤديه من دور داعم في تنفيذ المجالات ذات الأولوية في “برنامج العمل اللائق” في إفريقيا.
ويتضمن إعلان أبيدجان خطة إطارية من المفترض أن يُعد مكتب العمل الدولي تفاصيلها ويَعرضها على مجلس الإدارة لاعتمادها، بهدف تنفيذ تلك الأولويات، وذلك وفق العناصر التالية:
وضع إجراءات محددة وملموسة لاستحداث بيئة مؤاتية للمنشآت المستدامة؛ تدابير من أجل تعزيز نمو الإنتاجية؛ إرشاد سياسي شامل ودعم تقني لتطوير المهارات؛ تدابير شاملة لإزالة الحواجز السياسية والتنظيمية التي تعيق تحقيق السمة المنظمة، وتوسيع تغطية الحماية الاجتماعية توسيعاً تدريجياً ، ومعالجة انعدام المساواة بين الجنسين والتمييز ، وانتقال العادل السلطة.

Categories:   أخبار, أعمدة الرأى, كلمة و مقال

Comments