Menu

حديث من القلب

بقلم : عبير سمير

إستكمالاً لما بدأناه من عرض بعض معالم المؤسسة أو شخصياتها أو قطاعاتها . و لأن الإنسان المنتمي لهذا الكيان العريق كان و لم يزل هو أهم عوامل النجاح و التميز ، فعندما نجد العامل الذي يتحدث من القلب بدون “مصلحة” أو مطلب شخصي ، وبلا هدف في منصب أو ترقية ، و رغم كل ما يواجهه من صعوبات معيشية أو التغلب على مصاعب الحياة المتنامية و تلبية الإحتياجات الأسرية .. إلا أنه يعمل بدأب و لا يمانع في أي عمل يُكلف به أو يُطلب منه ، لذلك يصبح الحديث في منتهى البساطة والصدق والإخلاص .
إنه هو معاون الخدمات بالمؤسسة الثقافية العمالية والجامعة العمالية .
في البداية تحدث لنا السيد / عماد حسنين ( معاون خدمة بالمكتب الفني بالديوان العام ) نيابة عن زملائه ، والذي تجاوز عمره 58 عاماً حيث أنه يعمل بالمؤسسة منذ عام 1993 ، حيث كانت فى أزهى عهدها من حيث توهج النشاط التثقيفي العمالي ، وتعاون المنظمات الدولية العمالية مثل منظمة العمل الدولية والمنظمات التنموية الألمانية والخدمات الاجتماعية ، إبتداءاً من محو أمية العمال صعوداً إلى مساعدتهم في الحصول على تأهيل جامعي مناسب .. ومن هنا جاء إنشاء الجامعة العمالية التابعة للمؤسسة فأنتعشت الموارد .
و أستكمل حديثه : لا نحتاج إلا لأن نفكر دائماً في إصلاح مكان أكل عيشنا الذي يفتح بيوتنا ، ونحتاج تكاتف الجهود لإنماء المؤسسة ، وكلنا نصبح يداً واحدة مثلما كنا سابقاً وبكل عفوية يردف قائلاً : نحتاج العديد من تنفيذ الدورات التي كنا نتعاقد عليها فذلك هو الهدف الأساسي للمؤسسة مع العمل على زيادة أعداد طلبة الجامعة العمالية و عودة نظام ال 4 سنوات ، فكل هذه المجالات هي التي تفتح بيوتنا فنحن لا نبحث عن مصالح شخصية ، ولكن لأننا عاصرنا عهد الإنتعاش الذى كان يتعاون فيه الكل الصغير مع الكبير و الكل واحد .
فالإصلاح العام غايتنا والذى يصب فى أحوالنا المعيشية والمجتمعية ، فإذا كنا أحياناً نمر بظروف صعبة فى صرف بعض مسحقاتنا المالية فلا نكل من أي عمل يطلب منا و بكل طيب خاطر .
إن العمال هي أكثر فئة تعانى من مشكلات مادية لضعف الراتب الذي يكفى بالكاد تغطية مصاريف المعيشة ، ونحتاج قرارات سريعة لحل كل المشكلات .

و يضيف الزميل /عبد النبي اليماني شعير : لقد أتممنا كل الأعمال الشاقة أيام التطوير بفروع الجامعة على مستوى المحافظات مثل فروع الاسماعيلية – طنطا – الزقازيق – بنى سويف – المنصورة وهذا بخلاف عملنا بالديوان العام حتى وصل الحال بنا آنذاك أننا كنا نتحمل عدم العودة إلى أسرنا لمدة تجاوزت 35 يوم ، وهذا كله فى سبيل ظهور الجامعة العمالية بشكل يليق بمكانتها ، فنحن لا نكل من أى عمل رغم ما نواجهه من صعوبات مادية.

ثم تحدث الزميل ( ياسر حلمى عبد الباسط – معاون خدمة بالمؤسسة ) عن طبيعة عمله من تنظيم للعمال وتوزيع للعمل عليهم حيث يتم تكليفهم أحياناً بأعمال خدمية إضافية فى أوقات القيام بتأجير أماكن بالمؤسسة لتصوير الأفلام أو الإعلانات ، وأحياناً أخرى يتم تأجير مسرح المؤسسة للندوات والمؤتمرات و لطلبة الجامعات مثل جامعة الأزهر و كذلك تأجير قاعة الأفراح والمناسبات ، و القيام بمساعدة الزملاء المعاونين بالخارج من فروع ومعاهد ، و بسؤاله عما يواجههم من مشكلات قال : أنه يتم حلها بين بعضهم البعض ، و يقومون بإيجاد الحلول سوياً كيلا يعرف أحد عنهم شيئاً ، لأن نجاح الإدارة في مواجهة التحديات و المشكلات ذاتياً و بشكل داخلي ، و في النهاية .. تمنى صلاح مكان عملنا وأكل عيشنا .

ويؤكد الزميل ( سيد عمار ) على أن صفاء النفوس هو أول أسباب تحسن أحوالنا .

وبضحكتها المعهودة و نفسها الطيبة تقول الزميلة ( نادية عمار ) : ربنا يكرمنا ويهدى لنا أنفسنا و نرجو من الله أن تكون المؤسسة فى أفضل حال ويأتينا الخير من كل أبوابه فالمؤسسة “فاتحة بيوتنا” و مصدر دخلنا الوحيد .

ويشير الزميل ( أشرف محمد هاشم – معاون مكتب الإدارة العامة للقضايا ) بأنه ليس لدينا أى مصالح شخصية سوى تكاتفنا لإصلاح المؤسسة وتشغيل دار الإقامة والمطبعة والتسويق و كل إمكانيات المؤسسة ، و على حد تعبيره : ( فنحن ما زلنا بخير ) ..، فحتى تنصلح الظروف المادية لابد أن نصلح قلوبنا و حينها ستتحسن العلاقات فيما بيننا ، و أردف : سوف نتحمل الظروف المتعثرة فى كل الأوقات لأننا نحب مكاننا ويجب أن نقف سوياً يداً فى يد .

وأخيراً تذكر الجميع أيام الخير التى مرت بهم ، و وجدتهم يلتمسون الأعذار لما تمر به المؤسسة من عثرات نظراً لما حدث منذ سنوات من تغيرات سياسية واقتصادية حيث أن كل مؤسسات الدولة تأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر ، وعلينا أن نحتمل لحين تحسن الأوضاع والأحوال المادية ، وبأيدينا بإذن الله مع بعضنا البعض ستكون المؤسسة فى أحسن حال .
وفى النهاية تذكر الجميع د. عماد الدين حسن ( رحمة الله عليه ) الذى أجمعوا أنهم لن ينسوا أفضالــــــه على طوال السنين ، ودعوا بكل توفيق للمدير العام أ/ جمال حسان والذى يدعون كل زملائهم أن يقفوا معه ويعاونوه بكل أستطاعتهم حتى تعود المؤسسة الثقافية العمالية إلى سابق عهدها المجيد بإذن الله وفضله .
هذه هى نماذج من معاونى خدمات المؤسسة الثقافية العمالية والجامعة العمالية الذين يؤدون أعمالهم بلا تضرر أو رفض رغم ضعف مرتباتهم و متطلباتهم الحياتية المتزايدة ، و رغم ذلك يلقوننا بوجه بشوش ، تراهم يتبادلون النكات والضحكات و يتقاسمون الرغيف و يساعد بعضهم البعض فى أعمالهم بدون كلل أو ملل .
تلك هى الحقيقة الناصعة ووالتي تكمن في العامل البسيط مؤدياً ما عليه من واجبات بلا انتظار لترقية أو منصب ، تجده صادقاً ، و بكلمات بسيطة يدعو الله بكل الخير لمكان عمله وصلاح الأحوال ، راجين من جميع الزملاء أن يتكاتفوا سوياً و مع قياداتهم للنهوض بمؤسستنا العريقة .
فهكذا الحال فى أبسط فئة من العاملين لكنهم بحق نماذج تستحق الشكر و الإحترام .

Categories:   المؤسسة الثقافية العمالية, عن المؤسسة الثقافية العمالية

Comments