Menu

الإختيار . . و اتخاذ القرار

رؤية : محمد فضل فتح الباب

لم يكن مسلسل الاختيار مجرد مسلسل يحكي بطولات الجيش المصري فى مواجهة الإرهاب، ولكنه طوال مشاهدته كانت تتولد منه الأفكار، لأننا رأينا فيه أنفسنا، وانعاكس لأحوالنا في كل المجالات.
فكما أن جيشنا يواجه اعتداءات الإرهاب فى سيناء، فإن هناك إرهاب من نوع آخر يواجه جيش الأفكار الإبداعية التي يزدحم بها عقول الكثيرين، هذا الإرهاب هو تلك الظروف التي تجتمع لتجعل الإنسان مجرد آله يقاس عمله بالأرقام، فتعطل ملكة التفكير والتخطيط والتركيز، وتجعلها عاجزة غير قادرة على التأنى والحكمة.
وأحيانا كثيرة تأتي ضغوط الروتين والأعمال المنوطة بالأفراد فتجعلهم يشعرون بأنهم مجرد سجناء للمعتاد، سجناء لأفكار راكدة في قاع الوعي نتيجة لماضي تجرعنا فيه آلام و ليس لدينا المقدرة على تغييره الآن، ولكن هو سبب رئيسى فى ضغط يؤثر علينا إلا أن نأخذ بما توصلنا إليه ونستكمل منه البناء.
ولكن لو انشغلنا بحرب ما بين ماضٍ ومستقبل نأمل جميعاً فى التطلع للأفضل ولكن تحول بيننا ظروف لا نمتلك التدخل لجعلها تسير طبقاً لتطلعاتنا، فتشكل علينا ضغط الخوف من المستقبل وتجعلنا بين فكي الرحى، فتجعلنا ننشغل فى ما لا نملك ونضيع اليوم الذى نعيشه ونعمل فيه بكل جد بعيداً عن هذه الضغوط الواقعة علينا من الآخرين ونستجمع ما لدينا من مقومات للنجاح.
فلا تغير نفسك ليحبك الآخرين، وكن صادقاً مع نفسك أولاً ستجد من يحبك لما أنت عليه، ولا تنشغل بالعالم الافتراضى، واجعل الواقع أكبر مؤثر علينا، لأن بين المثالية والواقع تضيع العديد من الآمال والأحلام وتجد نفسك متحمس وتحاول محاربة التخلف، وتحقيق التجديد للأفضل. عليك أن تتمرد على المألوف، فالناس ستعرف قيمتك عند مقارنتك بغيرك، وبحسب جودة عملك، وبكونك لم تكن مقلداً لغيرك من الآلات البشرية الذين ليس لديهم دوافعك. فالدوافع هي ما تحقق النتائج.
جيش الأفكار الذي نملكه جميعاً يحتاج لفلترة تلك الأفكار وترتيبها، وتنظيمها، والتأكد من حسن عرضها وخروجها للحياة وإيصالها بشكل صحيح إلى متخذي القرار، لكى تدخل إلى حيز التنفيذ، ويتكون لها فريق عمل له قيادة واعية قادرة على توحيد دوافع وأهداف أعضاء الفريق من أجل النجاح.
وبالرجوع إلى الفكرة التي أوحى لنا بها مسلسل الاختيار، فإن هناك اختيار بين أن قيادة جيش الأفكار الجديدة المبدعة، وبين الانتماء لإرهاب الفكر القديم التقليدي المدمر للإبداع والدافعية.

Categories:   أعمدة الرأى

Comments