Menu

التدريب والتثقيف بين الرسالة والمسئولية

بقلم : أسماء سعيد الصباح*

رسالة المؤسسة الثقافية العمالية رفع مستوى الوعي والثقافة والاهتمام بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقومية ومحاربة الفكر الهدام والدعوة إلى التنمية الشاملة والمستدامة .
ومن القضايا الهامة والرئيسية فى هذه المرحلة هى الإنتماء الوطنى والتطرف الفكرى؛ وتحديث وتجديد الخطاب الدينى والاجتماعى والتوعوى ونشر ثقافة الحوار الحضارى وقبول الآخر ورفع الوعى بخطورة المرحلة الراهنة التى تمر بها مصر .
وبما أن الوسط العمالى هو البيئة الأكثر ملائمة لأنتشار الأفكار المغلوطة والتوجهات المتطرفة ومن السهولة التأثير على جموع العاملين من خلال بعض الخدمات الاجتماعية والتواصل المغرض وسلسلة من اللقاءات والحوارات التى تغير وعى ونشاط العمال وذلك لضحالة المستوى التعليمى وانتشار الأمية العلمية والثقافية وغياب الرقابة والتنمية البشرية كل هذه العوامل أدت إلى ان المجتمع العمالى من البؤر الملتهبة فى نسيج المجتمع ..
الأمر الذى فرض على المؤسسة الثقافية العمالية باعتبارها المسئولة عن تشكيل الوعى والثقافة العمالية إلى حد كبير سرعة اتخاذ تدابير تحفظ على الوطن استقراره وتقاوم الامراض الاجتماعية في البيئة العمالية واهمها غياب الوعى الاجتماعى وضعف الانتماء الوطنى لدى البعض وتحفيز العقل الجمعى بقضايا ومشكلات المجتمع المصرى والتحديات التى يواجهها ودور عمال مصر في البناء والتنمية .
فالوعى والكلمة الصادقة تنقذ أمة وتبنى حضارة وتحفظ دولة ولعل ما ذكره الأديب الكبير عبدالرحمن الشرقاوى فى رائعة الحسين ثائرا على لسان الإمام الحسين فى أهمية الكلمة حين قال : ما دين المرء سوى الكلمة ، وما شرف الرجل سوى كلمة ، وما شرف الله سوى كلمة ، بالكلمة تنكشف الغمة والكلمة نور ودليل يتبعه الأمة ، إن الكلمة مسئولية .
ولا نصل إلى كلمة واعية صادقة سوى ببناء شخصية مصرية مدركة لكل مستجدات المرحلة والتحولات العالمية وتأثيراتها ودورنا القوى فى دعم الدولة بكلمة واعية مدركة .. وهذا ما سيتلزم التدريب والتوعية … واستلهام الدور القوى للمؤسسة الثقافية العمالية أهم قلاع التدريب والتعليم على المستوى المحلى والعربى والاقليمى ..
إذن نتفق على أن الدور رسالة ومسئولية .. رسالة نستنهض بها المواطنين وأبناء الوطن المخلصين… ومسئولية أمام الله والوطن وأمام أنفسنا … ماذا قدمنا ؟ وما دورنا ؟ …. لك الله يا وطن
أليس منا وبينا وفينا رجل رشيد يلملم الجراح ويجمع الشتات وينقذ ما بقى من مؤسسة تنموية تقلص دورها وانحصر اهتمامها وصارت عبء على الدولة … ألا يوجد فى الجموع العمالية والصفوف النقابية والكوادر الأكاديمية من يضع خطا فاصلا بين الفوضى والانكسار وبين التخطيط والانتصار
بكلمة وقرار نعدل المسار … أياأيها العاقلون نناشد فيكم حبكم لبلدكم ولدينكم … بالله عليكم نأمل ببداية جديدة .. يتولى أمر المؤسسة من تقى الله فيها وفينا … من يملك رؤية وخطة لتحقيق أهداف منضبطة تضع المؤسسة والجامعة على خريطة الدولة واهتماماتها .
يصل بنا لبر الأمان لنسهم فى تشكيل وعى طبقة فى حاجة إلى بناء القدرات وتنمية الذات لنبنى معا ونعبر أزماتنا اقتصايا واجتماعيا وبيئيا وسكانيا …
فهل من مشمر ومتكاتف لنتوحد خلف إدارة حكيمة تعى مسئولية التثقيف ورسالته وتجمع ولا تفرق .. وتنهض بكوادر يسهمون فى حقل التدريب بانجازات غير مسبوقة وبرامج غير نمطية ..
وهل لمجلس الإدارة أن يسعى لنهضة حقيقية وخطوات ملموسة ودور مسئول نحو مؤسسة لها تاريخها ومكانتها المصرية والعربية والافريقية والدولية … لتتولى مكانة ودور فى الجمهورية الجديدة والبناء والتحول والدعم المجتمعى … بإدارة واعية ومؤهلة للمؤسسة تقدم انجازات وتحديث وتطوير يحسب لكم … فمن يبنى مصر سوى أبنائها
.. والله الموفق و المستعان،،،

* مدرب التنمية البشرية
مدير إدارة التأمينات الاجتماعية

Categories:   أعمدة الرأى

Comments