Menu

الضمير ؛ صوت الروح العذب

بقلم : نيرة عبد الهادي

 كثيراً ما تراودني أسئلة أبحث لها عن هوية فلا أجد ، فقد يكون السؤال نقطة بداية لمعرفة الذات أحياناً :
الضمير !!
تلك الكلمة التي تحمل الكثير جدا من الطمأنينة حين نتحدث أو نكتب عنها ،وكأن كل حروفها نُسجت من نور ،كلمة وضاءة تضعنا في هالة نورانية مغايرة تماماً لما يحدث الآن 
فإن كل ما يسلب النفس أمانها تقتله تلك الكلمة المضيئة؛ ولكن.. أين موطِن الضمير فينا !؟

سألت أبي ذات يوم عن الضمير ، أهو كتلة عضلية أم شعور ،  أم أنه حالةٌ تمنعنا أن نُمارس الشرور  !؟
قال أبي : أن الضمير في العقل والقلب معاً؛ و أكتفى بتلك الجملة القصيرة كإجابة، ظناً منه أنها كافية ،ولكنها أبداً لم تكن كذلك ،لو كانت كافية ما ظل السؤال كل تلك السنوات تائهاً بداخلي يتخبط في أروقة ذاتي باحثاً عن هويته.
منذ ثلاثة أعوام عاودت طرح السؤال مرة أخرى ولكن هذه المرة على صديق على قدر كافٍ من الثقافة ،وكانت الإجابة قصيرة أيضا “الضمير هو العقل” !
بالأمس طرحت السؤال ذاته علي رجل يعرفني جيدا ،بائع جرائد في منطقتي ،وكانت إجابته كالتالي :
“الضمير صوت الروح ولذلك فهو لايخدعنا أبدا “
يا الله كم كانت إجابته كافية و وافية وشافية لكل ندبات روحي..

وانا أقول ما سَكنَ الضمير قلباً إلا و زرع في زواياه الحنان والتحنان ،و أذاب ملوحة القسوة فلانَتْ الروح ،وإن كانت كل دراسات العالم تُجزم أن الضمير موطنه العقل فأنا كافرة بها :
وبعد كل ما سبق، تُرى هل وجد السؤال ضالته !؟

Categories:   أعمدة الرأى

Comments