لطائف بلاغية
بقلم ا.د : أحمد فتحي الحياني
” …سِيْمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ…” الفتح/٢٩ .
هذه من جملةِ الصفاتِ الحميدةِ التي ذكرها اللهُ ونوّهَ بها في ( التوراة ) في مدح أمة محمد ممَّن معه في زمانه – صلى الله عليه وسلم – ومِمَّن تَبِعه في كلِّ الأزمنة إلى القيامة .
وهذا التعبير القرآني المبارك كناية لطيفة عن صفة شدة الإقبال بقلوبهم وجوارحهم على الله – سبحانه – بأفضل الأعمال وهي الصلوات طلبا لرضى الله وثوابه ورضوانه .
والسيما هنا هي :
العلامة اللونية الخاصة بهم . لذلك فُسِّرَت السيما ( العلامة ) بمعان ومرادات حسية ومعنوية منها :
– السيما في جباههم وهي علامة حسية دلالة على كثرة سجودهم .
– السيما التي تكون في نفوسهم من أثر السجود فتظهر آثارها على وجوههم ، وفي سلوكهم بخشوعهم لله وتواضعهم للناس .
– السيما : نور الوجه من أثر السجود ، وهو نور باق متصل بنور وجوههم يوم القيامة .
وهذا هو أرجح الأقوال في تفسيرها أنَّ النور المرتسم على وجوههم :
هي العلامة الحقيقية أو السيما التي تميزهم من غيرهم لإخلاصهم لله وصدقهم معه في العبادات والمعاملات والأحوال .
والله أعلى وأعلم .
Categories: الإعجاز فى القرأن و السنة