Menu

الجارديان : أضخم معرض لبيع الموت و الدمار في العالم

جاء مقال (سايمون جينكنز) ، في صحيفة “الغارديان” ، حاداً في إنتقاده لمعرض السلاح الذي يقام العاصمة البريطانية، إذ قال: “معرض السلاح في لندن هو عار لا يغتفر ولطخة في جبين الأمة”. وبدأه بالقول: “سوق لندن للسلاح الذي يطلق عليه بشكل خطير اسم “معرض” هو وصمة عار وطنية، والمحتجون الذين يثيرون الانتباه له محقون، إنه سوق مخز للموت العالمي والدمار، ويبطل أي عمل أنجزته الدبلوماسية البريطانية لدعم عالم أكثر سلمية”.

وقال إن المبرر الوحيد الذي تقدمه الحكومة هو أن تجارة السلاح تدعم توفير المزيد من الوظائف لكن ذلك لا يعد مبرراً أخلاقياً للمساهمة في نشر القتل بالعالم. وأستطرد قائلا : لا يخالف أحد أن من حق كل دولة الدفاع عن نفسها من العدوان الخارجي. ومن المنطقي أن تدعم بريطانيا حلفاءها بالسلاح، وهذا ينطبق على عدد قليل من الدول حول العالم.
ومثلما يعرف من زار العرض في الماضي فهو أضخم تلميع مدهش للموت على ظهر البسيطة. ويضيف أن زعم الحكومة البريطانية أنها تبيع السلام للأغراض المدنية يأتي في قمة أكاذيبها ؛ فقلة من 35.000 وفد يمثلون 68 دولة هم من أنظمة تدعم الديمقراطية. وذكر الكاتب بمحاولات المعرض في السابق -توقفت الآن- لبيع أغلال السجن وأسلحة الصدمات الكهربائية. وأكثر المواد مبيعا هي القنابل والطائرات بدون طيار والبوارج الحربية

َ و لقد وصلت مبيعات السلاح إلى 14 مليار جنيه إسترليني العام الماضي و نسبة 80% من الصفقات تذهب إلى الشرق الأوسط. والواقع كما يقول جينكنز أن بريطانيا والولايات المتحدة في سباق تسلح مع روسيا وبدون أهداف سلمية.

ويعلق قائلا إن التدخل العسكري هو هوس للقوى الغربية، مع أن ترامب، وهذا يحسب له، حاول تجنب الحروب، إلا أنه يحب التهديد باستخدام القوة العسكرية حول العالم، فيما تواصل القوات الأمريكية رمي القنابل على الدول الأجنبية. وعادة ما تبني القوى الغربية تدخلها العسكري بناء على ( فكرة تفوقها الأخلاقي) وحقها بفرض هذا التفوق على الآخرين من خلال القوة لا المثال. ففي أيام الإمبراطورية، كان هذا له فعالية على الأقل. أما اليوم فلا فعالية. فتدمير العراق وأفغانستان وليبيا هي أهم أمثلة على فشل التدخل العسكري الذريع.

ولم تعد بريطانيا قادرة على فرض السلام والديمقراطية على العالم. وما بقي لها هو أن تقدم مثالا عن سلوكها الديمقراطي، مع أنه ليس المثال البراق الآن. ويجب أن لا تقوم سياستها الخارجية على دعم الحرب أو زيادة الوقود على النيران المشتعلة حول العالم. ويجب أن لا يتم تكرار معرض السلاح الذي يبدأ في لندن يوم الأربعاء الحادي عشر من سبتمبر.

Categories:   أخبار, أعمدة الرأى, صحافة محلية و أجنبية

Comments